السيدة رسمية مسروجي
ولدت ونشأت في دفئ وعراقة القدس القديمة… وفي زمن كان التكافل المجتمعي يعد من القيم السائدة رغم تنوع الثقافات والطوائف والجنسيات والديانات في القدس آنذاك.
تربت في كنف عائلة تحافظ على قيم الدين وأصول الأخلاق، ودرست في مدرسة “الشميدت” التي استكملت دور الأسرة في تشكيل شخصية السيدة رسمية المنضبطة والمتقنة والمخلصة والجادة. وبعد أن أنهت دراسة الثانوية العامة “O level”، قامت بدراسة التوجيهي الأردني في المدرسة الابراهمية حتى تتمكن من متابعة تعليمها الجامعي. وفي ذلك الوقت، شاءت الأقدار أن تتعرف على شريك حياتها السيد محمد المسروجي، حيث تزوجت وكانت ثمرة زواجها أربعة أولاد، هم: إياد وهيثم وريم وربى.
في العام 1979 آثرت السيدة رسمية في وقتها وجهدها لجمعية إنعاش الأسرة لتبدأ رحلة نشاطها المجتمعي الإنساني، وذلك رغم مسؤولياتها الجمة تجاه أبناءها الصغار. عاصرت محطات مهمة في تاريخ الجمعية وأيضا في مسيرة المناضلة سميحة خليل…كانت تتميز بسعة علاقاتها وشخصيتها المحببة للجميع، وأصبحت عضوا في مجلس إدارة الجمعية في الحقبة التي تولت فيها السيدة فريدة العمد رئاسة الجمعية، حيث كانت المسؤولة عن اللجنة الاجتماعية، وكانت خير من أدى هذا الدور لأنها ساهمت في حضور وتواجد الجمعية الدائم في قلب الشعب الفلسطيني في مختلف المناسبات الوطنية والاجتماعية، لا سيما في مواساة أهالي الشهداء والأسرى والمكلومين بفعل الاحتلال الغاشم.
استلمت السيدة رسمية رئاسة الجمعية للدورة الثالثة، بعد أن اختيرت نائبا للسيدة فريدة العمد نظرا لنشاطها وإخلاصها في خدمة مجتمعها…ثم انتخبت رئيسة عقب استقالة السيدة العمد. قادت الجمعية في مراحل حرجة ونهضت بها وبأنظمتها الإدارية والمالية وهيأت الطريق للدماء الشابة في الانتخابات لإدارة الجمعية…وتذكر السيدة رسمية بأنها كانت تستحضر نية الإخلاص لله وللوطن في كل صباح تذهب فيه إلى الجمعية وطوال مسيرة عطاءها وتطوعها التي استمرت أكثر من 41 سنة…