سنديانة فلسطين المناضلة سميحة خليل
أقول لكل هؤلاء الجبناء ان الاشجار العريقة يقوى عودها كل ما تقنبت وتقصفت اغصانها والأغراس الأصيلة تتكاثر وتنمو بقوة كلما تباعدت وتوزعت أشتالها والارض التي رويت بدماء الأبرياء ستزهر أجمل الورود وأشدها شوكا …
من رائدات الحركه النسائيه في فلسطين، هي المناضلة والقائدة والأم ورئيسة الجمعية وصاحبة الإدارة والفعل…إنها سنديانة فلسطين…السيدة سميحة خليل…
ولدت في عنبتا في عام 1923، ودرست المرحلة الابتدائية في نابلس وطولكرم حتى الصف السابع ، ثم التحقت في مدرسة الفرندز الداخلية في رام الله. تزوجت وهي في السابعة عشرة من عمرها من سلامه خليل من بلدة الطيبة وهو من وقف بجانبها لإكمال تحصيلها العلمي .
انطلق مشوارها النضالي منذ النكبة، حيث دأبت على مواساة اللاجئين، وجمع المال والثياب والطعام من السيدات من حولها لمساعدة المحتاجين .
أسست في عام 1952 جمعية الاتحاد النسائي العربي في البيرة، وكانت رئيسة للجمعية. وفي عام 1965، أسست جمعية إنعاش الأسرة بمساعدة مجموعة من السيدات المتطوعات وبقيت رئيسة لها حتى وفاتها .
وخلال مشوارها النضالي، ساهمت في تأسيس فرع الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في البيرة ، وحضرت المؤتمر العام الذي دعا إليه الاتحاد في القاهرة في عام 1965، وانتخبت أمينة سر اللجنة التنفيذية للاتحاد العام للمرأة، حيث أصبحت عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني، وشكلت نكسة عام 1967 منعطفا جذريا في حياتها النضالية، فسارعت إلى إغاثة النازحين وخاصة أبناء قرى اللطرون الذين دمرت إسرائيل قراهم مباشرة بعد احتلال الضفة الغربية .
وقد قادها مشوارها النضالي هذا إلى أن تكون المرأة الوحيدة من أعضاء قيادة الجبهة الوطنية الفلسطينية في عام 1973 ، وهي ائتلاف سياسي من المنظمات والشخصيات الفلسطينية والنقابية الحزبية، واختيرت في عام 1979 عضوا في لجنة التوجيه الوطني، وهي القيادة العليا للشعب الفلسطيني في الداخل .
اعتقلتها سلطات الاحتلال الاسرائيلية مرات بحجة التحقيق معها وسجنتها، كما فرضت عليها الإقامة الجبرية في مطلع الثمانينات لسنتين ونصف ، ومنعتها بعد ذلك من السفر لمدة اثنى عشره عاما، ورغم هذه القيود والتحديات ، إلا أنها تمكنت من تمثيل المرأة الفلسطينية في أكثر من عشرين مؤتمر في بلدان العالم، وكانت تلقي الخطابات وتشرح قضية بلادها في المحافل العامة ..
أما دورها القيادي البارز فكان من خلال رئاستها للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في الأراضي المحتلة، ورئاستها لجمعية إنعاش الأسرة ، حيث استطاعت من خلال قيادتها هذه أن تجند نساء المجتمع الفلسطيني لتقديم العون والمساعدة، وبالتالي إلى ما نصبو إليه من أهداف، وهي: إنقاذ الأطفال وتعليمهم، تشغيل الأمهات، إرساء العمل التطوعي والحفاظ على التراث الفلسطيني، وبما أن الأخير كان على رأس اهتمامها، فقامت من خلال جمعيتها إنعاش الاسرة بتاسيس قسم الأبحاث الاجتماعية والتراث في عام 1972، وإصدار مجلة في هذا المجال “مجلة التراث والمجتمع” عام 1974 التي لا تزال تصدر حتى يومنا هذا .
حازت على العديد من الدروع وشهادات التقدير والأوسمة، أبرزها وسام القدس للثقافة والفنون والأداب في عام 1991، واستحقت بجدارة لقبها
المتعارف عليه وهو “سنديانة فلسطين”. وكانت من أشد المؤمنين بالمساواة التامة بين الرجل والمرأة وقدمت البرهان على ذلك من خلال خوضها المعركة الانتخابية الرئاسية أمام ياسر عرفات في عام 1996 مكرسة بذلك تقليدا ديمقراطيا وحضاريا على الساحة الفلسطينية .
ومن آثارها الباقية العديد من المقالات والمنشورات، حيث نشرت ما استطاعت جمعه من نصوص الحكايات الشعبية في مجلة التراث والمجتمع التي تصدر عن الجمعية. كذلك كتبت في شعر الزجل وقرأت شعرها في المناسبات الوطنية، وألفت كتاب زجل بعنوان “من الانتفاضة الى الدولة”، كما نشرت العديد من المقالات السياسية والاجتماعية في الروايات المحلية .
- ساهمت في تشكيل "لجنة إغاثة المتضررين" عقب تدمير قرى اللطرون الثلاث وأقامت الأسواق الخيرية لتأمين التمويل اللازم.
- شجعت على إنشاء المراكز التنموية في القرى لخلق فرص عمل للسيدات.
- انتخبت رئيسة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية داخل الأرضي المحتلة.
- منعت من السفر إلى بيروت لتقديم امتحاناتها الجامعية النهائية في جامعة بيروت العربية.
- فرضت عليها الإقامة الجبرية لمدة سنتين ونصف، ومنعت بعدها من السفر طوال اثني عشر عاماً متواصلة حرمت خلالها من الالتقاء بأولادها.
- تعرضت للاعتقال الاداري ست مرات
- قُدمت للمحاكمة العسكرية عقب اقتحام قوات الاحتلال لمبنى الجمعية، وأُصدر أمر عسكري بإغلاقها لمدة عامين مع التحفظ على ممتلكاتها ومصادرة جزء منها
مؤلفاتها وما كُتِب عنها
كتاب (مناضلة من فلسطين دراسة في حياة ونضال سميحة سلامة خليل)
تأليف د. شريف كناعنة
و د. عبد اللطيف البرغوثي
ما روته من حكايات شعبية لمجلة التراث والمجتمع ونشرته المجلة
تحت عنوان
(حكايات من بلدي)
كتاب (من الانتفاضة الى الدولة)
وقد نشر عام 1989
وهومجموعة من الأزجال الحرة تبرز ملامح الكفاح في ظل الانتفاضة
ما ألفته من أزجال تغنّى بها أطفال الجمعية
في المهرجانات والاحتفالات