نظمت اللجنة الثقافية لجمعية إنعاش الأسرة في قاعة الفاروق التابعة للجمعية ندوة ثقافية تحت عنوان فلسطين إلى أين بحضور عدد كبير من الهيئة الإدارية للجمعية وموظفي وموظفات الجمعية وكذلك طالبات الكلية والمركز الثقافي والتي حاضر فيها الصحفي الفلسطيني هاني المصري مدير عام المركز الفلسطيني لأبحاث الدراسات والسياسات الاستراتيجية وقد افتتحت الندوة السيدة فريدة العارف – العمد رئيسة الجمعية والتي قدمت موجز عن حياة الاستاذ هاني حيث شارك في معارك الثورة الى أن غادر لبنان مع قيادة الثورة الفلسطينية، التحق في صفوف الجبهة الشعبية منذ عام 1973 حتى أواخر سنة 1990 ، ساهم في تأسيس حزب العمال خلال الفترة من عام 1974 الى عام 1981، ترأس تحرير جريدة طريق الانتصار التي كانت تصدر في لبنان ثم عمل في هيئة تحرير مجلة الهدف من سنة 1981 الى سنة 1989، شارك في دورات إعلامية وسياسية وثقافية وعسكرية مختلفة.
في البداية شكر السيد هاني المصري السيدة فريد العمد على التقديم الطيب ورحب بالحضور واثنا على الجمعية ودورها البارز في صمود وتقدم المجتمع الفلسطيني، وتحدث عن معانات وتضحيات الشعب الفلسطيني والمكاسب التي حققها وما هو الطريق المناسب لتحقيق الاهداف وانهاء الاحتال والانقسام، وأن الوقت الحالي للوضع الفلسطيني بعد اتفاقية اوسلو اقرب الى الكارثة ، مع ذكر اننا حققنا بعض الاهداف ولكن الى متى المقاومة من اجل المقاومة فالمقاومة وسيلة لتحقيق الاهداف فان لم تحقق الاهداف فلا بد من البحث عن وسيلة اخرى فحجم الاخطار والمؤامرات كبيرة جدا لأن اسرائيل جزء من مشروع استعماري كبير بحكم موقع فلسطين الجغرافي وبالتالي الخطر ليس فقط من اليهود بل من المشروع ككل، حيث يهدف الى ابقاء الوطن العربي اسير التخلف والتبعية والجهل والفساد والتجزئة واسرائيل لعبت دور كبير في ذلك، وهذا لا يعفي الشعب الفلسطيني من مسؤولياته، وكوننا تحت الاحتلال فيجب القضاء على الفساد في صفوف القيادة والمؤسسات الفلسطينية.
ثم تحدث باسهاب عن قيام اسرائيل والنكبة والاخطاء التي وقعت بها الانظمة العربية في حربها من العصابات الاسرائيلية ونبه الى عدم الوقوع في هذه الاخطاء مرة اخرى، وبين ان الجري وراء امريكا لاقناعها بحق الشعب الفلسطيني جري وراء السراب، وبين دور امريكا في تدمير الثورة المصرية ايام عبد الناصر، لذلك فاسرائيل عصى امريكا في وجه الدول العربية، وبين مفهوم الدولة اليهودية التي تطالب اسرائيل الدول العربية بالاعتراف به ومخاطره والامور المترتبة على ذلك ، وبما ان امريكا تدعم اسرائيل وهي الدولة العضمى فهزيمة اسرائيل لن تأتي من الشعب الفلسطيني لوحده بل من جميع الدول العربية والاسلامية.
وبين ان الفلسطينيين قد وقعو بخطأين اساسين اولاهما انهم بعد النكبة تصوروا ان الوحدة طريق التحرير وأنه يجب وجود وحدة عربية قبل تحرير فلسطين، وربط هذا الموضوع بالربيع العربي وانه من الخطأ انتظار قيام وحدة عربية اسلامية لتحرير فلسطين، وثانيهما التنازلات التي قدمتها الثورة الفلسطينية في طريق المفاوضات الطويل مع اسرائيل حتى وصلنا الى الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية عاصمة لها وحتى هذه التنازلات لم تحقق شيء وبالتالي يجب التغيير والبحث عن خيارات اخرى قبل فوات الأوان.
وبين ان اسرائيل لا تميز بين فتح وحماس او اي فصيل آخر، فلفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت بالنسبة لليهود، وبين ان الثورات العربية التي تستنجد بالاجنبي هي ثورات تجلب الاستعمار وهي ثورات مرفوضة، وعاد الى الوضع الداخلي والوضع الاقتصادي وانتقد الصرف الهائل على الأمن واغفال المجالات الاخرى مثل التعليم والصحة.
وفي نهاية الندوة تم فتح باب الأسئلة للحاضرين فيما يتعلق بموضوع المحاضرة.