مجلة التراث والمجتمع العدد 56

وقع بين يدي قبل فترة قصيرة كتابان أحدهما بعنوان ” الفلكلور الشعبي الفلسطيني” مما يدل على أن هذا ” المؤلف” لا معرفة له بالحقل الذي يكتب فيه إذ ان كلمة “فُلك” نفسها تعني شعبي ولا يوجد فلكلور شعبي وآخر غير شعبي، والكتاب الآخر حول “الفنون الشعبية الفلسطينية”. الكتابان يُفترض أن يستعملا في تدريس مواد التراث الشعبي على المستوى الجامعي. المُشترك بين الكتابين هو أن كل منهما يحتوي على فصول كاملة من كتب حديثة منشورة ومتوفرة في المكتبات المحلية، وقد أُخذت المواد كما هي مع الصور والرسومات والأخطاء المطبعية.

لماذا يحدث هذا مع ان اصحاب الكتب والمقالات “المنهوبة” أحياء يرزقون ويعيشون في نفس المجتمع؟، وهل يحدث ذلك في جميع الحقول الاكاديمية؟ أعتقد ان ذلك يحدث في حقل “التراث الشعبي” أكثر مما يحدث في غيره لأسباب منها:

  1. الاستخفاف بموضوع التراث الشعبي وعدم التعامل معه بجدية كما هو الحال مع الحقول الاكاديمية الاخرى.
  2. ان الاكاديميين عادة لا يقرأون الكتب المقررة في حقول غير حقولهم وان عدد المساقات التي تطرح في مجال التراث الشعبي في جميع الجامعات ومؤسسات التعليم العالي الفلسطينية لا تزيد عن مساق واحد او اثنين.
  3. ان التراث الشعبي نفسه يعتبر ملكاً للشعب ككل ويجري تعميم ذلك على ” دراسات” التراث الشعبي فتعامل كملك عام يمكن ” نهبه” دون حرج.
  4. عدم معرفة ” المؤلفين” الهواه ان حقل الفلكلور حقل اكاديمي له دوائر مختصة في عدد كبير من الجامعات ويمكن الاختصاص فيه حتى درجة الدكتوراه.

كان من الافضل ل ” مؤلفي” مثل هذين الكتابين ان يقوموا بتجميع مثل هذه المقالات والفصول من الكتب والدوريات المتوفرة في الحقل بشكل ” دوسية” يجري تعديلها كل فصل حسب الحاجة ويوضع على غلاف “الدوسية” اسم ورقم المساق المعني، واسم مدّرس المادّة الذي يكون قد قام بتجميع محتويات ” الدوسية”.

دعونا نتذكّر أنه صحيح أن “التراث الشعبي” ملك عام لجميع افراد المجتمع ولكن ” الدراسات والابحاث في التراث الشعبي” هي ملك خاص للباحثين والدارسين الذين يكونوا قد أنجزوها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مركز الاستعلام ...