إنعاش الأسرة ومسيرة خمسين عاما من العمل التطوعي والخيري

احتفلت جمعية إنعاش الأسرة مؤخرا بمرور خمسين عاما على تأسيسها منذ عام 1965، على يد مجموعة من المتطوعات المناضلات الفلسطينيات اللواتي وهبن أعمارهن في سبيل شعبنا الفلسطيني وتعزيز صموده ودعم النضال نحو الحرية والاستقلال، وقد حضر الاحتفال الذي اقيم في قصر رام الله الثقافي حشد غفير من أصدقاء الجمعية والمؤمنون برسالتها بالإضافة إلى ممثلين عن الشركات والهيئات المحلية والقوى الوطنية. وقد دعت عريفتا الاحتفال السيدتان لبنى كاتبة طوقان ونورة التجاني صوفان الجمهور لتكريم شهداء شعبنا بالوقوف للسلام الوطني وقراءة الفاتحة.

واستهلت رئيسة الجمعية السيدة فريدة العارف العمد الحديث حول بدايات إنعاش الأسرة المتواضعة؛ حيث تأسست الجمعية في غرفتين في مدينة البيرة، غير أن العمل الجاد والدؤوب وإخلاص السيدات المتطوعات وهمة الأم المؤسسة سميحة خليل ام خليل –رحمها الله-حوّلن هاتين الغرفتين إلى خمس مباني وأكثر من خمسة وعشرين خدمة وقسم، وامتد خير إنعاش الأسرة ليطال الآلاف من الأسر الفلسطينية التي أنهكها الاحتلال وضيّق عيشها وصادر ارضها واعتقل أبنائها.

وأشارت العمد في كلمتها إلى أن الجمعية خاضت الصعاب وتحدت كافة المعيقات ومنها الاحتلال وقلة الموارد المادية واستطاعت ان تتكاتف مع ذوي الأيدي البيضاء والمؤسسات المحلية لتعزيز الصمود ودعم الأسر والمرأة والطفل وحفظ التراث، ووجهت العمد شكرا خاصا لمجموعة الاتصالات الفلسطينية –بال تل – والتي رعت الحفل، بالإضافة الى شركة مسروجي وبلدية رام الله وبلدية البيرة. ووضعت العمد بين يدي الجمهور عددا من الإحصاءات والأرقام التي تلخص جزءاً من مسيرة الجمعية.

من ناحيته أشار مدير الشؤون المالية والإدارية ثابت أبو الروس إلى أن إنعاش الأسرة هدفت منذ التأسيس إلى تغيير وجه العمل الخيري في فلسطين، وربطه بالمصلحة الوطنية والقضية العادلة والتي خاضت الصعاب من اجلها وتحملت الجمعية وسيداتها في سبيلها المصاعب والتحديات، وتجاوزت العوائق المادية وجبروت الاحتلال، لتخرج إنعاش الأسرة في كل مرة أبية مؤمنة بحتمية زوال الاحتلال وتحقيق الحرية.

وقالت منسقة الحفل ونائب المدير للشؤون الإدارية ماجدة بادي أن الجمعية في هذه الأيام الذهبية تستذكر أولئك الذين عاشوا مسيرة العطاء إلى أن اختراهم الله إلى جواره، وكانت حياتهم قناديل خير أضاءت المسيرة وعلى رأسهم الأم المؤسسة سميحة خليل، وأكدت بادي أن العطاء نهر يتدفق من إنعاش الأسرة، وأن الجمعية تفتح أبوابها بكل الترحاب لكل طالب لخدماتها وخيرها الذي لن ينقطع يوما بإذن الله.

وخلال الحفل قدمت السيدتان ريما ناصر ترزي وتانيا تماري ناصر اغنية بعنوان “القدس عربية” تأكيدا على رؤية الجمعية بعروبة القدس وأمل الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال، بالإضافة إلى عرض فيلم خاص حول الجمعية وأقسامها والمستفيدين منها ووصلة غنائية من معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى.

وقد قدمت فتيات مراكز التدريب المهني في الجمعية لوحة شعرية بعنوان “التأشيرة” أوصلت من خلالها الجمعية رؤية خاصة بحلم الوحدة العربية، تلا ذلك عرض تراثي لأثواب من فلسطين التاريخية بإشراف السيدة أمل الدجاني كاتبة؛ حيث قدمت الجمعية الثوب التقليدي لكل منطقة فلسطينية من الشمال إلى الجنوب، وفي الختام قدمت فرقة براعم الفنون الشعبية بإشراف السيد خالد قطامش عرضا مبهجا ولوحة تراثية متميزة لاقت استحسانا وتفاعلا كبيرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مركز الاستعلام ...