نظم مركز دراسات التراث في جمعية إنعاش الاسرة يوما دراسيا تحت عنوان ” دور التراث في مقاومة الاحتلال”، وذلك في قاعة الفاروق في مقر الجمعية بمدينة البيرة، وقد عقد اليوم الدراسي على مدار جلستين بواقع ورقتين علميتين في كل جلسة.
وقد رحبت رئيسة الجمعية السيدة فريدة العارف العمد بالحضور والمحاضرين، وشددت على أهمية التمسك بالتراث كطوق نجاة للذاكرة الفلسطينية، فمن يفرط بالتراث فقد فرّط بحق الاجيال القادمة في معرفة تاريخها و هويتها ، وأكدت العمد على اننا في كل يوم نشهد نقد مقولة الصهيونية غولدا مائير” الكبار يموتون والصغار ينسون” فالصغار الثائرون اليوم يثورون لحق اجدادهم و رغبة في التحرر والعيش الكريم، وأشارت العمد إلى الدور الذي ما تزال جمعية إنعاش الأسرة تقوم به للتمسك بالتراث والحفاظ عليه من المحتل الذي يسعى لسرقته وانتحاله.
وقد افتتح مدير النقاش المحاضر الجامعي د. محمود العطشان الجلسة الاولى بورقة للدكتور عيسى الصريع، تحدث فيها عن تعريف التراث ومفهومه، وأهميته وجذوره، ومحوريته في الصراع الدائر مع الاحتلال الذي ما يزال يحاول قتل كل عوامل الذاكرة الفلسطينية وتحجيمها وربطها في ايقونات محددة قابلة للتلاعب والاندثار. وقد أعقب الورقة الأولى ورقة المحاضر والدكتور عبد الكريم ابو خشان وعنوانها “العولمة وأثرها على التراث” حول دور التلاقي المعرفي وتحاور الحضارات في إثراء التراث والتشابه الذي نجده بين العديد من الحضارات نتيجة التجانس والتلاقي، وأكد أبو خشان أن العولمة تختلف عن العالمية؛ فالأولى تعني فرض رؤية القطب الواحد على العالم والثانية تعني الانفتاح والتلاقي والتجانس.
الورقة الثالثة قدمها رئيس مركز التراث في جمعية إنعاش الأسرة د. مروان أبو خلف بعنوان “طمس معالم التراث”، حيث تحدث أبو خلف فيها عن المحاولات المتكررة منذ نكبة عام 1948 لطمس التراث وتغييبه وسرقته وانتحاله وتحييده كعامل أساسي وهام في الصراع مع الاحتلال. وقد ثمّن الاستاذ حسن السلوادي في الورقة الرابعة والتي قدمها بعنوان “الحفاظ على التراث الشعبي الفلسطيني” الاهتمام والعناية بالتراث والحفاظ عليه من خلال الجمع وإيصاله إلى الجيل القادم والذي بدوره يحافظ عليه للأجيال التي تليه.
يذكر أن مركز دراسات التراث في جمعية إنعاش الأسرة تأسس عام 1972 وذلك لتحقيق هدف أساسي من اهداف الجمعية ألا وهو الحفاظ على التراث من السرقة والاندثار والانتحال باعتباره عاملا اساسيا ومكونا في الهوية الوطنية الفلسطينية.